السيد نصرالله: طلعّنا الكاتيوشا والمسيّرات تعطل الكيان فكيف لو طلعّنا شيئاً ثانياً؟

توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالشكر إلى الحكومة العراقية والشعب العراقي الكريم على ما يوفرونه من أمن وسلامة وعافية لملايين الزوار وما ينفقونه في هذه الضيافة التي لا حدود فيها للكرم.

 

وقال السيد نصرالله لكل جمهور المقاومة وبيئة المقاومة: هذا الجهد له نتيجته في الدنيا وله نتيجته في الآخرة.

 

وتابع: أشكر المجاهدين على ثباتهم وإخلاصهم ويواجهون المخاطر والتحية إلى كل المقاومين الأبطال الشجعان في الضفة وغزة واليمن.

 

‏وأشار السيد نصرالله إلى أن  العدو تجاوز كل الخطوط باعتدائه على الضاحية الجنوبية لبيروت ما أدى إلى استشهاد مدنيين واستشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر.

 

وقال تسمية العملية العسكرية الواسعة اليوم بعملية “يوم الأربعين”.

 

‏وتابع: كنا جاهزون بعد تشييع السيد فؤاد شكر لكن كان لدينا تفصيل أي هدف والتأخير سببه ذروة الاستنفار الإسرائيلي والأميركي يعني العجلة قد تؤدي إلى الفشل.

 

استنفار العدو وتعبه المعنوي والمادي كان مفيداً أن يستمر وهو سيستمر.

 

دراسة إن كان المحور يرد كله أو كل جبهة منفردة وهذا من أسباب التأخير.

 

واضاف: تريثنا حتى نعطي الفرصة للمفاوضات لأن كل هدفنا من الجبهة وكل هذه التضحيات هو وقف العدوان على غزة.

 

نتيجة الدراسة والتشاور تقرر أن نقوم بعمليتنا وأن يقرر كل طرف في المحور كيف يرد أو أين يرد.

 

لو أن الأميركيين صادقين في وقف العدوان لكن هم شركاء معهم في الحرب والجريمة..

 

قبلنا التحدي بالعمل في ظل الاستنفار العالي الإسرائيلي والأميركي ولم يكن لنا مصلحة في تأخير الرد أكثر من ذلك.

 

وتابع: منذ البداية وضعنا ضوابط أو عناوين للرد: أ- أن لا يكون هدفاً مدنياً مع العلم أن هناك شهداء مدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت ويحق لنا أن نستهدف “مدنيين” هناك.

 

‏واضاف: إما كنا سنذهب إلى قاعدة ترتبط بالاستخبارات العسكرية أو سلاح الجو لأنهما ترتبطان بعملية اغتيال الشهيد فؤاد شكر وأن يكون الهدف قريباً من جوار تل أبيب بالتالي ان يكون في العمق.

 

قاعدة غليلوت من ضواحي تل أبيب واعتبرناها هدفاً مركزياً.

 

إلى جانب قاعدة غليلوت كان هناك استهداف لعدد من الثكنات والمواقع العسكرية سواء في شمال فلسطين المحتلة أو الجولان السوري المحتل لأجل استنزاف القبب الحديدية ما يتيح للمسيرات العبور نحو العمق..

 

بالنسبة للسلاح المستخدم تقرر أن يكون استهداف المواقع كلها في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل هي صواريخ الكاتيوشا وكان المقرر أن الأخوة يطلقوا 300 صاروخ كاتيوشا وتوزيعها على هذه المواقع لأن هذا العدد كاف وثانياً لإشغال القبب الحديدية.

 

السلاح الآخر هو سلاح المسيّرات بأحجام مختلفة على أن يتجه جزء منها إلى قاعدة غليلوت.

 

واضاف: تم الاتفاق على أن يكون التوقيت في الصباح بعد صلاة الصبح والتعقيبات وقبل ذلك كانت كل منصات الصواريخ في الليل جاهزة ومبرمجة للاطلاق من دون أي مشكل وتم إطلاق المسيرات من جنوب النهر وشماله وهذه المرة الأولى نطلق أيضاً من البقاع.

 

وأكد ‏السيد حسن نصرالله على أن جميع منصات الصواريخ عملت من دون استثناء ولم تصب أي منصة ولا أي واحدة قبل بدء العمل وليس 300 بل 340 صاروخ وكل مرابض المسيّرات أطلقت مسيّراتها ولم يتعرض أي مربض للمسيّرات للغارات قبل العمل أو بعد العمل.

 

المسيّرات كلها عبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية سواء التي عبرت من جنوب النهر أو من شمال النهر أو من البقاع وكلها عبرت بسلام إلى أهدافها المحددة.

 

سمعنا منذ الصباح سردية نتنياهو وجيش الاحتلال ولاحقاً تم التعديل بهذه السردية والتركيز في سرديتهم أنهم قاموا بعمل استباقي وأنهم أفشلوا العملية ولكن هذه السردية مليئة الأكاذيب..

 

الحديث عن أن هناك خطة لاستهداف أهداف مدنية أو مدنيين في الشمال هي إدعاءات كاذبة والدليل هي المواقع والثكنات التي استهدفت في الشمال وإذا هناك أي إصابات للمدنيين هناك فهي بسبب الصواريخ الاعتراضية.

 

كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو إطلاق 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخاً والعدو لم يحبط شيئاً.

 

واضاف: الحديث عن صواريخ باليستية ولا نية لدينا في استخدامها ولكن قد نستخدمه لاحقاً وطالما أن الهدف يتحقق بهذا التكتيك الذي قمنا به وأي من الصواريخ الاستراتيجية والباليستية لم يصب بأذى.

 

وتابع: الفشل اليوم شبيه بعملية “الوزن النوعي” في عدوان 2006 والقائد السيد فؤاد شكر اتخذ قراراً وبلغ الأخوة وتم إخلاء الأودية والمناطق الفارغة من الاسلحة الاستراتيجية والباليستية.

 

‏وأشار إلى أن إدعاء نتنياهو بتدمير آلاف الصواريخ وآلاف منصات الصواريخ هو إدعاء كاذب.

 

واضاف: مرابض المسيّرات رغم الغارات لم تتضرر والمنصات المعنية بإطلاق الصواريخ لم يتم قصفها قبل العملية ولكن منصتين فقط بعد الإطلاق تم قصفهما.

 

العدو قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ في الغارات بين شمال الليطاني وجنوب الليطاني وهو لم يكن لديه معلومات استخباراتية رغم كل الجهود الاستخباراتية الأميركية والغربية وهو شعر بحركة ما ونفذ هذه الغارات والدليل أن كل المناطق المستهدفة لا علاقة لها.

 

واضاف: ما حصل هو عدوان وليس عملاً إستباقياً ولم يترك أي أثر على عمليات المقاومة أو مجاهديها أو صواريخها أو مسيراتها.

 

كل الغارات التي حصلت لم تؤثر على العملية ولم يرتق شهداء بسبب وإنما الغارات بعد ذلك أدت إلى استشهاد أخ من حركة أمل وأخوين من حزب الله.

 

كل الكلام الإسرائيلي عن انجازات هم يكذبون على بعضهم وليس له أي أساس من الصحة..

 

واضاف: اليوم شهدنا مشهداً يدل على شجاعة المقاومة وكل من يؤيدها.

 

وقال ‏السيد حسن نصرالله: طلعّنا الكاتيوشا والمسيّرات تعطل الكيان فكيف لو طلعّنا شيئاً ثانياً؟

 

واضاف: أول عملية للمقاومة في غياب قائد كبير مثل القائد السيد فؤاد شكر ونحن نعتقد أن أرواح قادتنا ترافق مقاومتنا وهذا يعبر عن صلابة المقاومة وإتقانها وحضورها.

 

في المقابل كان مشهد الرعب في الكيان في تل أبيب في مطار بن غوريون وهذا هو مشهد التوازن ونحن لم نتكلم بأي يوم من الأيام عن توازن عدد أو توازن أسلحة أو قدرات فنية فهذه “إسرائيل” التي في ظهرها أميركا وفي ظهرها الناتو..

 

واضاف: لأن هناك مقاومة وإرادة مقاومة وبيئة تحمي مقاومة وهذه هي المعادلة التي عدنا إلى تكريسها للحماية.

 

وتابع: عملية الرد الأولي هي المرحلة الأولى ضرب الثكنات والمواقع والمرحلة الثانية هي عبور المسيّرات وقد انتهت.

 

واضاف: إذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية فإن عملية الرد تكون تمت وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد.

 

وختم ‏السيد حسن نصرالله: عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدو ومن خلفه الأميركي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصاً في الجبهة اللبنانية..

 

‏مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات لن نتخلى عن غزة ولا عن أهل غزة ولا عن فلسطين ولا عن مقدسات فلسطين.

 

نحن قوم لا يمكن أن نقبل بالذل ولا أن نحني الرقاب لأحد ونحن نقاتل بالعقل والسلاح والمسيرات والصواريخ الباليستية المخبأة ليوم قد يأتي وعلى هذا العدو أن يفهم أن لبنان لم يعد ضعيفاً وقد يأتي يوم نجتاحكم بفرقة موسيقية.

شارك