العالم على حافة الانفجار: سيناريو حرب كبرى تهدد المستقبل

هل يقترب العالم من حرب كبرى تغير شكل الجغرافيا والسياسة؟

تتصاعد التحذيرات الدولية في الأشهر الأخيرة من انزلاق العالم إلى مواجهة عسكرية واسعة قد تتجاوز حدود الساحات التقليدية. المشهد الاستراتيجي يشير إلى سباق تسلّح نووي متصاعد، واندفاع سياسي بلا كوابح. السؤال الذي يخيف الجميع: هل نحن أمام بداية حرب عالمية جديدة.

في قلب السيناريو المرعب تقف الصواريخ العابرة للقارات، فقد أصبحت كوريا الشمالية تمتلك ترسانة تجريبية قادرة نظرياً على بلوغ وسط الأراضي الأمريكية. أي اشتعال عسكري في شرق آسيا قد يفتح باباً لا يمكن إغلاقه بسهولة.

الضربات النووية المحتملة لا تقتصر على طرف واحد. خبراء الأمن القومي يربطون بين أي مواجهة كبرى وبين عمليات انتقامية واسعة في مختلف مناطق العالم. حجم الدمار الإنساني في هذه الحالة يتجاوز قدرة الطب والإسعاف المدني على الاستجابة. الخوف يصبح سيد الموقف.

خارطة الصراع قد تشمل قواعد أمريكية منتشرة في الشرق الأوسط، من الأردن إلى قطر وتركيا. في المقابل تبقى سوريا بؤرة حساسة، ما يجعل أي ضربة أمريكية على مواقع روسية هناك بمثابة إعلان اشتعال إقليمي كبير.

تضييق طرق التجارة العالمية يصبح ورقة ضغط. قناة السويس قد تتعرض لتعطيل مباشر أو غير مباشر، ما يشل حركة الطاقة والبضائع. مضيق البوسفور قد يُغلق في حال توسعت الحرب البحرية في البحر الأسود. هذه البقعة قد تتحول إلى منطقة اشتباك كارثية تدفع أوروبا نفسها إلى قلب الصراع.

بريطانيا وبولندا تندرجان أيضاً ضمن الخطوط الأمامية لأي ضربة نووية إذا تصاعدت المعارك شرقاً. مثل هذه السيناريوهات تجعل القارة الأوروبية الهدف الأكثر هشاشة رغم قوتها الاقتصادية.

الطبيعة نفسها لن تكون بمنأى عن التبعات. الخبراء يحذرون من أن الاهتزازات الهائلة الناتجة عن التفجيرات النووية يمكن أن تزعزع الصفائح التكتونية، ما يقود إلى براكين وزلازل لم يعهدها البشر في العصر الحديث.

■ نحن إذاً أمام سباق بين الحكمة والجنون، وبين قدرة العالم على وقف الانحدار وبين الانزلاق إلى المجهول.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحليل صابرينا نيوز

العالم يعيش مرحلة اختبار حقيقية. القوى العظمى تبني حساباتها على الردع والقوة بينما الشعوب وحدها تدفع الثمن. لا يمكن تجاهل الخطر المتصاعد، لكن الذعر أيضاً لا يبني حلولاً. ما يحتاجه العالم اليوم هو دبلوماسية واقعية تقر بأن أي حرب كبرى لن تُبقي منتصرين. الحل يبدأ من الاعتراف بأن الأمن الدولي لم يعد رفاهية، بل ضمانة وجود.

إذا سبقنا الخوف اتخاذ القرارات الحكيمة، فسنعاقَب جميعاً بدمار لا يفرّق بين أحد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شارك
5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x