مج قضية الأطفال المجمّدين: حين تحوّل الفريزر إلى مسرح جريمة هزّت فرنسا وكوريا
صابرينا نيوز – قصص حقيقية
لم يكن المهندس الفرنسي “جون” يتخيّل أن فتحه لثلاجة منزله في كوريا الجنوبية سيكشف عن واحدة من أبشع الجرائم في التسعينيات، والمعروفة إعلاميًا باسم قضية الأطفال المجمّدين في الفريزر.
بداية القصة
في عام 1994 تزوّج جون من حب حياته “ڤيرونيك”، وعاشا حياة عائلية طبيعية في فرنسا، ورُزقا بطفلين. ومع انتقال جون سنة 2002 إلى كوريا الجنوبية بحكم عمله كمهندس في مصنع سيارات، رافقته أسرته ليستقرّ هناك.
لكن في إحدى زياراته إلى فرنسا، اضطر جون للعودة سريعًا إلى كوريا بسبب عطل في المصنع. وعندما فتح ثلاجته في سكنه الوظيفي، لفت نظره كيس أزرق غريب. ما إن فتحه حتى صُدم بمشهد مروّع: جثتا طفلين رُضّع متجمّدين!
الاشتباه والتحقيق
الشرطة الكورية تدخلت فورًا، وجمعت عينات حمض نووي (DNA) من جون. النتيجة كانت صادمة: الأطفال يعودون بيولوجيًا له! بعد ذلك أُجريت فحوصات على شعر زوجته “ڤيرونيك”، وتبيّن أنها أمّ الطفلين.
انتقلت القضية للإعلام، وأثارت جدلاً واسعًا بين كوريا وفرنسا، حتى أن السلطات الفرنسية أرسلت محققين للتأكّد من صحّة النتائج، وجاءت النتائج مطابقة لما أعلنته كوريا.
اعترافات فيرونيك
أثناء التحقيق أنكرت في البداية، لكن لاحقًا اعترفت بأنها بالفعل أنجبت هؤلاء الأطفال وقتلتهم بعد الولادة مباشرة. بل كشفت عن جريمة سابقة سنة 1999 حين أنجبت طفلًا ثالثًا وتخلّصت منه بحرقه.
المفاجأة كانت في تشخيص الأطباء النفسيين: فيرونيك تعاني من حالة نادرة تُعرف باسم “إنكار الحمل” (Denial of Pregnancy)، وهي اضطراب يجعل المرأة لا تشعر بأي أعراض حمل ولا يظهر على جسدها تغيّر واضح. الغريب أنها مرّت بهذه الحالة 3 مرات، ما جعلها حالة استثنائية في التاريخ الطبي.
الحكم والنهاية
في 2009، صدر الحكم على فيرونيك بالسجن 8 سنوات، قضت منها 4 فقط، بينما حصل زوجها جون على البراءة. ورغم كل ما حدث، بقي إلى جانبها حتى خروجها من السجن.
هذه القضية ألهمت العديد من الأفلام الوثائقية والتقارير الصحافية التي تناولت الجانب النفسي والاجتماعي، متسائلة: كيف يمكن لأم أن تفعل بأطفالها ذلك، حتى ولو دفعتها الظروف أو الاضطرابات النفسية؟
✍️ إعداد: صابرينا نيوز
📌 المصدر: تقارير صحافية فرنسية وكورية + أفلام وثائقية