قصة الجاسوس العطفي: كيف اخترق الموساد قصر السادات عبر مدلك بسيط؟

🕵️‍♂️ 

قصة الجاسوس العطفي: كيف اخترق الموساد قصر السادات عبر مدلك بسيط؟

✍️ إعداد: صابرينا نيوز

#صابرينا_نيوز #قصة_جاسوس #السادات #المخابرات_المصرية #الموساد #تاريخ_مصر

🔶 مقدمة:

في واحدة من أغرب وأخطر قصص الجاسوسية في تاريخ المخابرات المصرية، يقف اسم علي خليل العطفي شاهدًا على كيف يمكن لرجلٍ عادي أن يتحول إلى أداة في يد الموساد، ويتسلل إلى قصر الرئاسة المصري نفسه.

قصة حقيقية تجمع بين الذكاء، الطمع، والخيانة… وتنتهي بنهاية مأساوية داخل السجن.

👤 البداية من حي السيدة زينب:

وُلد علي العطفي عام 1922 في حي السيدة زينب بالقاهرة. ترك الدراسة بعد المرحلة الإعدادية ليعمل في محل بقالة ثم في صيدلية. وبالصدفة، طلب منه أحد الزبائن تدليك ركبته، فكانت تلك اللحظة التي غيّرت حياته للأبد.

مع الوقت، احترف التدليك وبدأ يكتسب زبائن أكثر، حتى أصبح معروفًا كـ”مدلك ماهر”.

🩺 من مدلك بسيط إلى “دكتور” مشهور:

قرر العطفي أن يظهر بمظهر الخبير، فادّعى حصوله على دكتوراه في العلاج الطبيعي من أمريكا، رغم أنه لم يحصل على أي شهادة علمية.

بفضل مهارته في العلاقات العامة، أصبح معالجًا معروفًا بين الفنانين وكبار المسؤولين، ثم عُيّن مدلكًا للفريق الأول في النادي الأهلي، وبعدها أصبح عميدًا لأول معهد للعلاج الطبيعي في مصر — وهي خطوة فتحت أمامه الأبواب نحو القصر الجمهوري.

🕵️‍♂️ البداية مع الموساد:

خلال إحدى رحلاته إلى هولندا، ارتكب العطفي الخطأ القاتل: توجه بنفسه إلى السفارة الإسرائيلية وعرض خدماته كجاسوس.

رحّب به الموساد وبدأ تدريبه على استخدام الحبر السري، الكاميرات الدقيقة، ونقل المعلومات عبر صناديق بريد سرية.

وتحت إشراف الضابط الإسرائيلي إيلي بيرجمان، حصل على شهادة دكتوراه مزيفة وزُوّج من هولندية لتغطية نشاطه.

🏛️ الاختراق الأخطر: قصر الرئاسة

بفضل سمعته الواسعة، تم ترشيحه ليكون ضمن الفريق الطبي للرئيس أنور السادات.

وهكذا نجحت خطة الموساد باقتدار: أصبح العطفي المدلك الشخصي للرئيس المصري.

كان يدخل ويخرج من قصر الرئاسة دون تفتيش، يستمع إلى الاجتماعات والمكالمات المهمة، ثم يرسل المعلومات سريًا إلى تل أبيب.

حتى قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة كانت تُفتح خصيصًا لاستقباله عند عودته من السفر.

🔍 بداية الشكوك:

بدأت المخابرات المصرية تلاحظ تسرب معلومات دقيقة من داخل القصر.

كُلّف الضابط محمد نسيم (الذي عُرف لاحقًا بشخصية السيد نديم في مسلسل رأفت الهجان) بمتابعة القضية.

بعد مراقبة دقيقة، تمكن نسيم من تتبع خطوات العطفي، وسافر إلى هولندا للتحقق من علاقاته، ليجد أدلة دامغة على تعامله مع الموساد.

⚡ لحظة السقوط:

في 23 مارس 1979، داهمت المخابرات المصرية منزله في الزمالك.

تم العثور على كاميرات تجسس، أحبار سرية، وصور لمواقع حساسة.

أنكر العطفي في البداية، لكنه انهار عندما واجهه محمد نسيم بصورة تجمعه مع ضابط الموساد “إيلي بيرجمان”.

اعترف بكل شيء، مؤكّدًا أنه بدأ العمل لصالح إسرائيل منذ عام 1972 — أي قبل حرب أكتوبر بعام واحد.

⚖️ النهاية المأساوية:

رفض الرئيس أنور السادات ثم حسني مبارك جميع محاولات إسرائيل للتوسط أو مبادلته.

قضى العطفي سنواته الأخيرة فاقدًا للبصر في السجن، حتى توفي في 1 أبريل 1990.

💬 الجملة التي لا تُنسى:

عند القبض عليه، قال جملته الشهيرة:

“والله العظيم كنت ناوي أبطل تجسس وأتوب من أول الأسبوع الجاي!”

جملة ساخرة لكنها تختصر نهاية رجل باع وطنه مقابل وهم المجد والمال.

🔚 الخلاصة:

قصة الجاسوس علي العطفي تذكير دائم بأن الخيانة لا تعرف المناصب ولا الشهرة.

من مدلك بسيط إلى جاسوس في قلب الرئاسة… انتهت حياته وحيدًا، فاقدًا البصر والكرامة والوطن

شارك
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x