عطل عالمي يضرب الإنترنت: انهيار جزئي في شبكة AWS يشل مواقع وتطبيقات كبرى حول العالم
في حادثة غير مسبوقة منذ سنوات، تعرّضت شبكة Amazon Web Services (AWS) صباح اليوم لعطل تقني واسع النطاق، تسبب بشلل مؤقت في مئات المواقع والخدمات الإلكترونية حول العالم، ما أدى إلى ما وصفه الخبراء بـ “زلزال الإنترنت”.
🌍 ما الذي حدث ومن تأثر؟
انقطاع AWS، المزود الأكبر للبنى التحتية السحابية في العالم، أدى إلى توقف أو تعطل خدمات شهيرة بينها:
Snapchat، Fortnite، Roblox، Duolingo، وحتّى خدمات أمازون نفسها مثل Alexa، Ring وPrime.
وأوضحت الشركة في بيان عاجل أنها تواجه “معدلات أخطاء مرتفعة” في عدد من خوادمها، وتعمل فرقها التقنية بشكل مكثّف لإصلاح الخلل الذي بدأ من منطقة US-EAST-1 في ولاية فيرجينيا الأمريكية، وهي من أهم النقاط التي تعتمد عليها الشبكة في تشغيل نصف الإنترنت العالمي تقريبًا.
عدد من المتخصصين شبّهوا ما جرى بـ “زلزال تقني” ضرب قلب الإنترنت، بعد أن تعطلت منصّات يعتمد عليها الملايين في أعمالهم واتصالاتهم اليومية.
⚙️ الأسباب المحتملة وردّ الشركة
حتى الآن، لم تؤكد AWS أن السبب ناجم عن هجوم إلكتروني، بل أشارت إلى أنه خلل داخلي في إعدادات الشبكة.
بعض التقارير التقنية رجّحت أن يكون السبب تغييراً في تكوين الشبكات (Configuration Change) أدّى إلى سلسلة أخطاء متتابعة داخل البنية التحتية السحابية.
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الشركة مثل هذا العطل، إذ شهدت أعوام 2021 و2023 حوادث مشابهة، ما يعيد طرح تساؤلات حول هشاشة الاعتماد العالمي على مزوّد واحد لخدمات الإنترنت الأساسية.
💸 الأثر والتداعيات
العطل الحالي لم يمر مرور الكرام، إذ تضررت مئات الشركات التي تعتمد على خدمات AWS لتشغيل مواقعها أو تطبيقاتها أو تخزين بياناتها.
كما أفادت مصادر بريطانية بتأثر بعض البنوك والجهات الحكومية في بريطانيا وأوروبا بشكل مؤقت.
ويقدّر خبراء الاقتصاد أن الخسائر قد تبلغ مليارات الدولارات خلال الساعات الأولى فقط، بسبب توقف عمليات الشراء الإلكترونية، والإعلانات، وخدمات البث والمراسلة.
⚠️ تحذير للمستقبل
هذا الانقطاع يُعتبر جرس إنذار عالمي للشركات والمؤسسات التي تعتمد على الخدمات السحابية دون خطط بديلة أو أنظمة نسخ احتياطي.
ويرى محللون أن الوقت قد حان لإعادة التفكير في تنويع مزوّدي الخدمات، وتبنّي نماذج أكثر أمانًا واستقلالية، خصوصًا في القطاعات الحساسة كالمصارف والهيئات الحكومية.
🧭 الخلاصة
عطل اليوم لم يضرب شبكة أمازون فحسب، بل كشف هشاشة البنية الرقمية التي يقوم عليها العالم الحديث.
في زمنٍ تتحكم فيه شركات محدودة بالبنية التحتية للإنترنت، يبقى السؤال الأهم:
هل ما زال العالم مستعدًا لزر واحد يُطفئ نصف الإنترنت؟