شهدت منطقة جسر السويس واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام خلال الساعات الأخيرة. زوج أقدم على قتل زوجته وفصل رأسها عن جسدها داخل شقتهما، ثم قام بتشغيل التكييف قبل أن يلوذ بالفرار، تاركاً خلفه مسرح جريمة يصعب على العقل استيعابه.
البداية كانت خلافاً زوجياً بعد أن واجهت الزوجة زوجها بعلاقاته النسائية المتكررة وأصرّت على الانفصال. لحظات معدودة كانت فاصلة بين الجدال والجريمة، بعدما تحوّل الزوج إلى قاتل خسر آخر ذرة إنسانية.
فرق الأمن تكثّف تحرياتها حالياً لتتبع المتهم والقبض عليه، فيما لم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعي منذ انتشار الحادثة. ما لفت الانتباه هو موجة تعليقات ساخرة رغم بشاعة الحدث، قائلين:
مستحملش عليها الحر شغل التكييف قبل ما يمشي
فعلاً الزوج الحنين رزق
هذه السخرية السوداء تكشف تناقضاً اجتماعياً مؤلماً في التعاطي مع العنف ضد النساء، بين من يختزل المأساة في نكتة، ومن يدرك حجم الكارثة التي نعيشها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🧭 تحليل صابرينا نيوز
هذه الجريمة ليست مشهداً سينمائياً، هي واقع عربي مرّ نعيشه كل يوم بصيغ مختلفة. امرأة تُقتل لأنها طالبت بحريتها. زوج لا يرى في زوجته إنسانة لها حق الرفض والرحيل. مجتمع لا يزال يبرر السيطرة على المرأة باسم العيب والسلطة الذكورية.
عندما يصبح القتل خياراً لحسم الخلاف، فالقضية ليست زوج وزوجة… بل مجتمع بأكمله يحتاج إعادة تأهيل.
نحتاج إلى قوانين حماية حقيقية لا شعارات. توعية تربوية لا لوم للضحايا. إعلام يمارس دوره في كشف الجذور بدل رواية التفاصيل فقط. كل حادثة كهذه يجب أن تكون ناقوس خطر يدفع الجميع للتحرك، لا مجرد محتوى عابر على فيسبوك.
الزواج ليس ساحة حرب. والمرأة ليست ملكاً.
كل روح تُزهق على يد أقرب الناس إليها، تفضح فشلاً جماعياً في حماية الحياة نفسها.
العدالة ليست في القبض على القاتل فقط، العدالة في منع جريمة أخرى قبل أن تحدث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ