📰
صابرينا نيوز – الكاميرون: “الأسوأ لم ينتهِ بعد”.. بول بيا يترشح في سن 92
تشهد الكاميرون انتخابات رئاسية مثيرة للجدل، حيث يخوض الرئيس بول بيا، البالغ من العمر 92 عامًا، سباق العهدة الثامنة تحت شعار «الأفضل لم يأتِ بعد»، رغم أنه يحكم البلاد منذ عام 1982، أي منذ أكثر من أربعة عقود، ليصبح أحد أقدم الزعماء في العالم بقاءً في الحكم.
بول بيا، المولود عام 1933، هو ثاني رئيس للكاميرون بعد الاستقلال عام 1960، ومنذ وصوله إلى السلطة يعيش أغلب وقته في أوروبا، ولا يزور البلاد إلا في مناسبات رسمية محدودة.
يُعرف بأسلوب حكم يعتمد على الولاء العائلي والسياسي المباشر، إذ فوّض أقاربه ومسؤولين مقربين لإدارة شؤون الدولة اليومية، بينما يبقى هو في الظلّ ممسكاً بخيوط القرار.
🇨🇲
من محاولة انقلاب إلى ارتماء في أحضان “جيران السوء”
في عام 1984، واجه بول بيا محاولة انقلاب من الحرس الرئاسي الذي كان يضم عناصر من شمال البلاد المسلمين، الموالين للرئيس الأسبق أحمدو أهيدجو.
منذ تلك اللحظة، فقد بيا ثقته بالمسلمين الشماليين، واتجه إلى التحالف مع جيران السوء (كما يُطلق عليهم في المنطقة)، معيدًا العلاقات التي كانت قد قُطعت منذ حرب 1973، بل وأصبح من أبرز الداعمين لهم داخل الاتحاد الإفريقي.
لاحقًا، استعان بيا بـ ضابط من أصل مصري يُدعى مائير ميوهاس لتأسيس قوة خاصة لا تخضع للجيش النظامي، تكون ولاءاتها مباشرة للرئيس نفسه، واستخدمها في قمع المعارضين والانفصاليين، خصوصًا في أزمة المناطق الناطقة بالإنجليزية.
⚖️
الانقسام العميق بين الفرانكفون والأنجلوفون
البلاد منقسمة تاريخيًا بين:
مناطق فرانكفونية تتحدث الفرنسية وتتبع نهج الحكم المركزي.
ومناطق أنجلوفونية تتحدث الإنجليزية وتطالب بنظام فيدرالي أو استقلال ذاتي.
منذ عام 2016، تصاعدت الاحتجاجات في المناطق الأنجلوفونية بسبب التمييز الإداري والتهميش، وقُمعت بشدة من قوات بيا، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مستمرة حتى اليوم.
الحركة الانفصالية هناك تطالب بتأسيس دولة مستقلة تُسمّى «أمبازونيا».
🔮
الاحتمال الأكبر: فوز جديد واستمرار في الحكم
المراقبون يرون أن بول بيا سيفوز بسهولة، في ظل سيطرته الكاملة على مؤسسات الدولة وضعف المعارضة.
وإذا استمر على هذا النهج، فسيبقى في الحكم حتى 2032، أي عندما يبلغ 99 عامًا، وربما يترشح بعدها لعهدة تاسعة، طالما “الأفضل لم يأتِ بعد” كما يقول شعاره.
🩵 خلاصة صابرينا نيوز:
بول بيا لا يحكم بالكاريزما ولا بالإنجازات، بل بالزمن والولاء والخوف.
وإن بقيت الأمور على حالها، فالكاميرون تسير نحو عقدٍ جديد من الجمود السياسي، تتبدل فيه الوجوه… لكن لا يتبدل الحاكم