بعد مائة عام: تأملات في حياة الإنسان والدنيا والآخرة

صابرينا نيوز – تأملات ودروس في الحياة

بعد مائة عام من الآن، سنة 2125، سنكون جميعًا بإذن الله مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض، وقد أصبح مصيرنا الأبدي واضحًا أمام أعيننا. سيسكن بيوتنا أناس غرباء، وسيؤدي أعمالنا ويمتلك أملاكنا آخرون، ولن يتذكرونا.

إن وجودنا ليس سوى ومضة في عمر الكون، ستطوى وتنقضي في طرفة عين، وستأتي بعدنا عشرات الأجيال يسلم كل منها الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه.

وسط الظلام والسكون بعد مائة عام، سندرك كم كانت الدنيا تافهة، وكم كانت أحلامنا سخيفة، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات.

قال تعالى:

(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)

فلنعتبر ونتغير طالما لا يزال في العمر بقية. حياتنا رحلة تبدأ من ظهر الأب إلى بطن الأم، ثم إلى ظهر الأرض، ثم إلى بطن الأرض، وأخيرًا إلى يوم العرض. وفي النهاية نحط الرحال: إما إلى الجنة وإما إلى النار.

شيئان يحزنان: رجل لم يدخل المسجد إلا في جنازته، وامرأة لم تستر نفسها إلا في كفنها. كم هي الغفلة، وكم يغفل الناس عن الصلاة رغم دقة حضورهم للعمل أو للمطار.

قال تعالى:

(بل تؤثرون الحياة الدنيا)

فلنأخذ العبرة لأنفسنا ولمن بعدنا. اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، ونسألك العفو والعافية، اللهم ردنا إليك ردًا جميلاً، ولا عيش إلا عيش الآخرة

شارك
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x