#التضخم_المفتعل.. كيف تُخطط أمريكا لأزمة مالية عالمية جديدة؟

صابرينا نيوز – تحليل اقتصادي مبسّط

يتداول رواد السوشال ميديا ودوائر التحليل الاقتصادي سيناريو يطلقون عليه هاشتاغ #التضخم_المفتعل: فكرة مفادها أن إدارة أمريكية قد تستخدم عائدات الرسوم الجمركية لتوزيع مساعدات نقدية (مثلاً 2,000$ للأفراد) كذريعة إنسانية أو قومية، لكن الهدف الحقيقي —بحسب هؤلاء المحللين— هو دفع استهلاك داخلي هائل يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الواردات وتشغيل آليات تؤدي إلى تضخّم عالمي.

ما هو السيناريو باختصار؟

  1. توزيع مبالغ نقدية مباشرة من إيرادات جمركية للمواطنين.
  2. هذا التوزيع يرفع القوة الشرائية فجأة لدى شريحة كبيرة من السكان.
  3. زيادة الطلب على السلع —خصوصًا المستوردة— تضغط على سلاسل الإمداد العالمية.
  4. مشاكل في الشحن واللوجستيات ترفع كلفة النقل، وتقلّص التوافر مما يرفع الأسعار محليًا وعالميًا.
  5. النتيجة: موجة تضخّم تضرب الاقتصادات، خاصة الدول التي تعتمد على الواردات.

لماذا يتحدث الناس عن “افتعال” التضخّم؟

مصطلح “افتعال” هنا يعكس قلقًا أن تكون الإجراءات المتخذة لأسباب سياسية أو انتخابية (كحملات تبرعات أو تقديم مزايا شعبية قصيرة المدى) مُكلّفة اقتصاديًا على المدى المتوسط والطويل. خبرة العالم مع موجات التحفيز المالي في أزمنة سابقة (وخاصة أثناء جائحة كورونا) تُظهر أن ضخ مبالغ كبيرة سريعًا في الاقتصاد يمكن أن يولّد طلبًا يفوق العرض، ما يسرع في الارتفاع التضخمي إن لم تُصحب بسياسات عرضية وتخطيط لوجيستي.

الآليات التي تجعل هذا السيناريو “خطيرًا”:

  • طلب مفاجئ وغير متوازن على السلع المستوردة.
  • ضغوط على سلاسل الشحن (نقص حاويات/ازدحام موانئ/ارتفاع تكاليف النقل).
  • هبوط محتمل لقيمة العملة نتيجة سياسات نقدية أو تغيّر في ثقة المستثمرين، ما يزيد كلفة الواردات.
  • تراجع قدرة الدول الفقيرة والمتوسطة على امتصاص الصدمة لأن ميزانيتها أقل مرونة من الميزانيات الكبرى.

ماذا حدث سابقًا يذكرنا بالمخاطر؟

خلال جولات التحفيز الكبرى السابقة، لاحظنا قفزات في الطلب أدت إلى اختناقات لوجستية وارتفاع تكاليف الشحن، وهو عامل انعكس على أسعار المواد الأساسية عالمياً. هذا التاريخ يُستخدم الآن كحجة للتحذير من تكرار سيناريو مضطرَب إذا لم تُدار السياسات بحذر.

من المستفيد ومن المتضرّر؟

  • المستفيدون المحتملون (قصير المدى): شرائح المستهلكين الذين يحصلون على دعم نقدي، وبعض القطاعات المحلية المرتبطة بالاستهلاك.
  • المتضررون (متوسط/طويل المدى): الاقتصادات ضعيفة الاحتياطي، المستهلكون الذين يعانون ارتفاع الأسعار، والطبقات المتوسطة والفقيرة في بلدان تعتمد على الواردات.

خلاصة – هل هو مؤامرة أم خطأ سياسوي؟

لا حاجة للذهاب مباشرة إلى فرضية “مؤامرة” بالمعنى الحرفي. السيناريو قابل للنقاش كخيار سياسي قد ينبع من حسابات انتخابية أو اجتماعية قصيرة الأمد، لكنه يحمل تبعات اقتصادية متوقعة إذا لم يصحبه دعم عرضي (توسيع القدرة الإنتاجية، حماية سلاسل الإمداد، سياسات نقدية محكمة). لذا، الخطر الحقيقي أن تُتخذ إجراءات سريعة دون تخطيط طويل الأمد — وهنا تكون النتيجة تضخّمًا يؤثر على الشعوب، خصوصًا الأكثر هشاشة.

نصيحة مبسّطة للشعوب والحكومات

  • للمواطنين: احذروا الأخطار الناتجة عن ارتفاع الأسعار، وحاولوا تقليل التعرض للديون قصيرة الأجل في فترات تقلب الأسعار.
  • للحكومات: رافقوا أي عملية توزيع نقدي بسياسات دعم العرض (تعزيز الإنتاج المحلي، تخفيف اختناقات الشحن، تنظيم احتياطات استراتيجية من السلع الأساسية).
  • لصانعي القرار العالميين: التنسيق الدولي ضروري لتجنُّب أثر نقل مشكلات داخل اقتصاد واحد إلى بقية العالم.
شارك
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x